من كتاب "المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية" للأب يمين - #سر_الأسينيين ١

 من كتاب "المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية" للأب يمين - 


"سر الأسينيين...
بعد اكتشاف "مخطوطات قمران " عند البحر الميت، أصبح السؤال اكثر إلحاحاً : لماذا لم تتحدث الأناجيل وسائر كتب العهد الجديد عن الآسينيين، عن تعاليمهم وأديرتهم، عن نشاطاتهم ومخطوطاتهم الهامة؟ لماذا هذا الصمت المطبق عنهم عند المسيحيين الأولين، عند آباء الكنيسة، عند واضعي التواريخ والكتب والشروحات المسيحية القديمة؟ هناك فقط بعض الإشارات عنهم عند بعض المؤرخين غير المسيحيين أمثال يوسيفوس المؤرخ وفيلون الاسكندري، ولكنها تبقى إشارات عابرة وغير كافية...
والحقيقة إن العلاقة بين الأسينية والمسيحية الأولى، وحتى اليوم، بقيت علاقة يشوبها الكثير من الغموض والغرابة والسرية...؟! ونحن نرى أن الوقت قد حان، في "أزمنة الحقائق الساطعة هذه، أن يزاح ولو قسم من "الستار السري" القائم بين الأسينية والمسيحية ... وها نحن نحاول الآن هنا، وبكل موضوعية وجرأة، أن نزيح هذا القسم
من "الستار السري"، الذي كان يرخي بظله على بعض قسمات وجه المسيحية الساطع أصلا كالشمس. ومحاولتنا هذه تقتصر على الإطار التاريخي والجغرافي فقط... وذلك بشكل مبسط ومختصر، تاركين لغيرنا أن يستفيض بدراسة وتحليل هذه القضية الهامة.
أما الجواب على السؤال لماذا هذا الصمت الغريب على الأسينية عند نشأة المسيحية، فيعود برأينا إلى عدة أسباب مجتمعة، منها المباشر ومنها غير المباشر. ويمكن اختصارها بأربعة.
١ -السبب الأول هو أن الجماعة الآسينية المركزية كانت "جماعة سرية" بكل ما لهذه العبارة من معنی...
٢ - السبب الثاني هو أن البيئة اليهودية العنصرية الضاغطة جعلت واضعي کتب العهد الجديد وغالبيتهم من أصل يهودي يقصرون اهتمامهم على ربط تاريخ المسيحية بتاريخ اليهود : "كتب الشريعة والأنبياء، ليبرهنوا أن يسوع هو حقيقة المسيح الذي كان ينتظره اليهود... مع أن المسيح جاء ليكمل، لا لينقض... جاء ليكمل، ليس فقط تاریخ وشرائع اليهود، بل كل التاريخ والشرائع
البشرية عامة، وبنوع خاص التاريخ والشرائع الكنعانية التي كانت بحق، وحدها تشکل ظاهرة عالمية الإنسان ...". المسيح هو "عمانوئيل"، أي "إيل معنا "وإيل" هو إله الكنعانيين ذو النزعة الوحدوية الكونية والمسيح هو على رتبة ملكيصادق كاهن إيل العلي ، وليس على رتبة هارون رئيس كهنة يهوه...!!
٣ - السبب الثالث وهو نتيجة للسبب الثاني ... هو ان واضعي تاريخ نشأة المسيحية حاولوا بكل جهدهم ، بتأثير ضاغط من اليهود، بشكل مباشر أو غير مباشر حاولوا أن يقطعوا كل علاقة تربط المسيح والمسيحية الناشئة بكل ما هو غير يهودي بكل ما هو وثني " او "أممي أو كنعاني خاصة... ليس أدل على ذلك من تغيير موقع بيت لحم الحقيقية وطمس رحلات السبع الطويلة الأمد الى أرض فينيقية- لبنان وتشوية حادثة شفاء إبنة "الإمرأة الكنعانية" وتزوير حقيقة موقع جبل التجلی وغيرها كثير ...
٤ - والسبب الرابع هو أن الحكمة الإلهية الدهرية لا تسمح بكشف الحقائق والأسرار الكونية كلها دفعة واحدة... نظراً لمستوى استيعاب العقل البشري
المتطور...
من كتاب "المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية" للأب يمين
#سر_الأسينيين https://www.facebook.com/groups/189229318198857/posts/1383383788783398

Comments

Popular posts from this blog

اسم لبنان في معناه اللفظي (الجزء الاول) - كتاب " لبنان جدلية الاسم والكيان عبر ٤٠٠٠ سنة " - د. انطوان خوري حرب -

اسم لبنان في النصوص الفينيقية - ب- إناء ليماسول الفينيقي ( القرن الثامن ق.م. ) كتاب " لبنان جدلية الاسم والكيان عبر ٤٠٠٠ سنة " - د. انطوان خوري حرب -

اسم لبنان في نصوص ايبلا - كتاب " لبنان جدلية الاسم والكيان عبر ٤٠٠٠ سنة " - د. انطوان خوري حرب -